الاثنين، 7 مايو 2012

وصية لاجئ قصيدة للشاعر الشهيد هاشم الرفاعى


وصية لاجئ قصيدة
  للشاعر الشهيد هاشم الرفاعى
أنا يا بني غدا سيطويني الغسق
لم يبق من ظل الحياة سوى رمق
وحطام قلب عاش مشبوب القلق
قد أشرق المصباح يوما وإحترق
جفت به آماله حتى إختنـــق
—————————–
فإذا نفضت غبار قبري عن يدك
ومضيت تلتمس الطريق إلى غدك
فإذكر وصية والد تحت التراب
سلبوة آمال الكهولة والشباب
——————————-
مأساتنا مأساة ناس أبرياء
وحكاية يغلي بأسطرها الشقاء
حملت إلى الآفاق رائحة الدماء
أنا ما إعتديت ولا إدخرتك لإعتداء
———————————
لكن الثأر نبعهُ دام ٍ من هنا
بين الضلوع جعلتة كل المنى
وصبغت أحلامي به فوق الهضاب
وظمئت عمري ثم مت بلا شراب
———————————
كانت لنا دار وكان لنا وطن
ألقت به أيدي الخيانة للمحن
وبذلت في إنقاذة أغلى ثمن
بيدي دفنت أخاك فية بلا كفن
الا الدماء وما ألم بي الوهن
————————————
إن كنت يوما قد سكبت الأدمعا
فلأنني حُمّلتُ فقدهما معا
جرحان في جنبي ثكلٌ وإغتراب
ولد رضيع وبلدة رهن العذاب
———————————
تلك الربوع هناك قد عرفتك طفلا
يجني السنا والزهر حين يجوب حقلا
فاضت عليك رياضها ماء وظلا
واليوم قد دهمت لك الأحداث أهلا
ومروجك الخضراء تحني الهام ذلا
————————————
هم أخرجوك فعد إلى من أخرجوك
فهناك أرض كان يزرعها أبوك
قد ذقت من أثمارها الشهد المذاب
فإلام تتركها لألسنة الحراب
————————————
حيفا تئن أما سمعت أنين حيفا
وشممت عن بعد شذى الليمون صيفا
تبكي فإن لمحت وراء الأفق طيفا
سألتة عن يوم الخلاص متى وكيفا؟
هي لا تريدك أن تعيش العمر ضيفا
————————————–
فوارئك الأرض التي غذت صباك
وتود يوما في شبابك لو تراك
لم تنسها إياك أهوال المصاب
ترنو ولكن ملء نظرتها عتاب
—————————————
إن جئتها يوما وفي يدك السلاح
وطلعت بين ربوعها مثل الصباح
فإهتف سلي سمع الروابي والبطاح
أني أنا الأمس الذي ضمد الجراح
لبيك ياوطني العزيز المستباح
———————————-
أولست تذكرني أنا ذاك الغلام
من أحرقوا مأواة في جنح الظلام
بلهيب نار حولها رقص الذئاب
لفت صباه بالدخان وبالضباب
———————————-
سيحدثونك يابني عن السلام
إياك أن تصغي إلى هذا الكلام
كالطفل يخدع بالمنى حتى ينام
لاسلم أويحلو عن الوجة الرغام
————————————
صدقتهم يوما فآوتني الخيام
وغدا طعامي من نوال المحسنين
يلقى إلي كل الجياع اللاجئين
فسلامهم مكر وأمنهم سراب
نشروا الدمار على بلادك والخراب
———————————
لا تبكين فما بكت عين الجناة
هي قصة الطغيان من فجر الحياة
فإرجع إلى بلد كنوز أبي حصاه
قد كنت أرجو أموت على ثراه
أمل ذوي ما كان لي أمل سواه
———————————–
فإذا نفضت غبار قبري عن يدك
ومضيت تلتمس الطريق إلى غدك
فإذكر وصية والد تحت التراب
سلبوة آمال الكهولة والشباب


هناك تعليقان (2):

  1. كانت لنا دار وكان لنا وطن
    ألقت به أيدي الخيانة للمحن
    وبذلت في إنقاذه أغلى ثمن لكن جلّادوه أذاقونا مر المحن,,,,,,,,,,,,,,,,,,وهجرنا ربوعك الخضراء وارفة الفنن ,,,,,,,,,,,,,كي ننجوبديننا من غاشبة الفتن ,,,,,,,,,,,,,,,,,,,,وحطت رحالنا ياولدي في أرض غريبة ,,,,,,,,,,,,,,,,,,عانبنا فيها ياللهول من تعال وعنهحية,,,,,,,,,,,,,,,,,نحن الدعاة بمنهج القرآن وهدي خبر البرية ،،،،،،، لا لا فلست تقبل عندهم تلك الهوبة ,لا لا فلست إن لم تكن من أرضهم مستكملا أركان ديننا البهية ,,,,,,,,,,وصبرنا ياولدي وغدونا ننحت في الصخور معانبنا الندية ,,,,,,,,,,,,,,سنوات طوال من العناء وإصرار على تحديد الهوية ,,,,,,,,,,, في بلاد سرت فيها كالنار دعاوي الجاهلية ,,,,,,,,,واليوم أرى يابني ثمرات دعوتنا جنية , شريحة من خيرة القوم استجابت وسارت على الدرب الأبية ,,,,,,,,,بالصبر ياولدي والصدق تنال بعون من الرحمن درحات علية

    ردحذف